اعتلال الجذور العصبية للرقبة بين البحث والتطبيق
اعتلال الجذور العصبية للرقبة بين البحث والتطبيق
مقدمة:
اعتلال الجذور العصبية للرقبة هو مرض يصيب الأعصاب الطرفية الخارجة من منطقة الرقبة. وكثيراً ما يصاحب الانزلاق الغضروفي في منطقة الرقبة cervical disc herniation أو عند حدوث ضغط على الأعصاب ناتج عن النتوءات العظمية التي يمكن أن تتكون في فقرات الرقبة والتي تحدث الضغط أو الالتهاب للأعصاب الطرفية مسببا الآلام التي يحس بها المصاب.
التشخيص والعلاج:
التاريخ المرضي:
من خلال سؤال المريض عن آلية حصول الإصابة، يكون الجواب في أغلب الحالات بأن الألم حصل بدون حدوث إصابة مسببة لها. إلا أن هناك نسبة قليلة من المصابين تصل الى أقل من 15% أفادوا بحدوث إصابة أو إجهاد مسبق أدى إلى هذه الحالة.
قد يذكر المصاب ما يلي:
- ألم في الذراع مع أو بدون ألم في الرقبة.
- تغير في الإحساس أو احساس بالوخز أوالحرقة parasthesias.
- ضعف في الأطراف العليا.
الفحص السريري:
يفيد كثير من الباحثين أن التشخيص يعتمد بشكل كبير على الفحص السريري. النتائج التالية للفحص السريري قد تدل بشكل كبير على المشكلة:
- التغير في الإحساس في الجلد/ احساس بالوخز أوالحرقة.
- ضعف في العضلات التي يغذيها العصب الطرفي المصاب Myotomal muscle weaknesses.
- ضعف في رد الفعل الانعكاسي للعضلات Reduced muscle stretch reflexes.
- نقص في المدى الحركي للرقبة.
قد يلجأ الأخصائي إلى الفحوصات الخاصة باستثارة العصب مثل:
- علامة سبيرلنغ Spurling’s Sign.
- اختبار سحب الرقبة كما في الرابط Neck Distraction:
http://www.youtube.com/watch?v=g7C7DRJx5UM&feature=player_embedded
- اختبار الإجهاد العصبي للأطراف العليا ULNTT.
التصوير الاشعاعي:
يوصى بعمل التصوير التشخيصي عند عدم وضوح الفحص الإكلينيكي ولاستبعاد الحالات الأخرى المشتبه فيها وللمساعدة في اتخاذ قرار الجراحة. الا ان الفحوصات التالية ليست دقيقةبشكل كامل لعمل تشخيص دقيق للحالة وتشمل:
- الأشعة السينية X-Ray: تسمح بتصوير العظام وتساعد في استبعاد وجود أمراض خطيرة أخرى.
- التصوير المقطعي CT: توفر صورة اوضح للعظام
- تصوير الرنين المغناطيسي MRI: حساس لأي تغيرات في النسيج الرخو مثل القرص والحبل الشوكي والجذور العصبية.
اختبار تخطيط العصب Electrophysiological Test:
يشمل ذلك استخدام إبرة التخطيط الكهربي العضلي EMG وقياس سرعة التوصيل العصبي nerve conduction velocities. تساعد هذه الاختبارات بشكل كبير في تشخيص اعتلالالجذور العصبية. أثبتت الدراسات الحديثة وجود علاقة ذات نسبة عالية بين نتائج التخطيط الكهربي العضلي وكل من الدراسة الجراحية (54%-100%) والأشعة التشخيصية(60%-75%). وكما هو الحال دوماً، فإن التوافق بين نتائج الفحص الإكلينيكي والتصوير التشخيصي والتخطيط الكهربي يساعد في الوصول إلى تشخيص الحالة بشكل دقيق.
التشخيص لاستبعاد حالات مشابهة بالاعراض:
للتاكد من دقة التشخيص لابد من اختبار الاحتمالات الاخرى لامراض تتشابه في اعراضها مع اعتلال الجذور العصبية وتشمل الحالات التالية:
- اعتلال النخاع Myelopathy.
- اعتلال الأعصاب الأحادية في الأطراف العليا Upper Limb Mono-neuropathies.
- اعتلال الكفة المدورة في الكتف RC Dysfunction .
- الكتف المتجمد Adhesive Capsulitis.
- قطع الشريان الفقري VA Dissection.
- الأورام.
العلاج:
العلاج التحفظي:
هناك العديد من العلاجات التحفظية التي يمكن ان تساعد في علاج اعتلال الجذور العصبية. وبحسب احد الدراسات الحديثة والتي راجعت كل ما نشر في هذا المجال فإن الطرقالعلاجية التالية أظهرت نتائج ايجابية أكثر من غيرها وهي كالتالي:
- العلاج اليدوي لكل من فقرات الرقبة والصدر، ومفصل
- التمارين للرقبة والتي تشتمل على تمارين المرونة لزيادة المدى الحركي وتمارين التقوية للعضلات المحيطة بالرقبة وتمارين التقوية لعضلات الكتف.
- لم تجد الدراسة دليل يدعم استخدام ما يعرف بالسحب الميكانيكي للرقبة cervical traction. هذا بالرغم من الاستخدام المنتشر له.
العلاج التدخلي:
قليل من الدراسات فحصت فعالية العلاج بالحقن لاعتلال الجذور العصبية في الرقبة. أحد هذه الدراسات اظهرت فائدة هذه الطريقة في التخلص من الألم وأظهرت تحسناً وظيفياً وذلك منخلال الحقن للعصب epidural injection (التي يضخ المخدر فيها من خلال قسطرة) وتتكون عادة من الاستيرويد ومخدر موضعي يناسب المرضى الذين يعانون من ألم مزمن في الرقبةأو الآلام المرتبطة باعتلال الجذور العصبية. ولذلك، يوصى بالعلاج التدخلي بعد ثبوت فشل العلاج الطبيعي التحفظي,
العلاج الجراحي:
هناك عدة تقنيات جراحبة مقترحة لعلاج اعتلال الجذور العصبية في الرقبة. وتشمل: توسيع القناة foraminotomy وهو إجراء يهدف إلى تخفيف الضغط على الأعصاب، واستئصال القرصdiscectomy، ودمج الفقرات fusion surgeries. بحثت أحد الدراسات نتائج العلاج الجراحي مع العلاج التحفظي. توصلت الدراسة إلى أن الجراحة قد تظهر نتائج أفضل على المدى القصيرالا أن النتائج متساوية بين العلاج الجراحي والعلاج التحفظي على المدى الطويل. مما يعني أن الجراحة قد لا تكون الحل الأمثل في كل الأحوال.
الخلاصة:
- الاختبارات الاكلينيكية والتصوير الاشعاعي الحالي لا يكفي للوصول للتشخيص الدقيق.
- تعزز كل من نتائج الفحص الإكلينيكية والتصوير الاشعاعي والتخطيط الكهربي الحيوي من الدقة التشخيصية.
- الطرق الأساسية للعلاج التحفظي تشمل العلاج اليدوي والتمارين.
- يعطي العلاج الجراحي كما يبدو نتائج جيده على المدى القصير ولكنه لا يعطي نتائج طويلة الأجل تتفوق على العلاج التحفظي.
المراجع:
اترك رداً
Want to join the discussion?Feel free to contribute!